ذا كنت تعتقدين أنك زوجة مثالية أو على الأقل تسعين لأن تكوني كذلك فأنت المعنيه بهذا الموضوع، إنها محاولة لاكتشاف عيوب الزوجة المثالية، ذلك أنه من المؤسف أن تتحلى زوجة فاضلة بكل الصفات التي ينشدها الرجل وينتهي زواجها بالفشل، إما بالطلاق والانفصال الفعلي، أو بتردي العلاقة الزوجية حتى تصل لما يسمونه الطلاق العاطفي
هناك ملاحظات عدة حول شكوى الزوجة التي تبذل قصارى جهدها وتسعى دائماً للكمال وتتفانى في إسعاد زوجها وأبنائها ومع ذلك تعاني من تدهور العلاقة الزوجية
الملاحظة الأولى: لا تكوني مستبدة
لديك تصور مثالي لما يجب أن تسير عليه الأمور في بيتك، ربما استقيته بشكل أساسي من ذلك النظام الذي تربيت ونشأت عليه في بيت والدك، وربما أدخلت عليه بعض التعديلات والإضافات، ولكنك تفاجئين بزوجك يتخذ قرارات منفردة تطيح بكل ترتيباتك وتضعك في حرج، ففي اليوم المخصص لنزهة الأولاد وبعد أن أعددت كل شيء يفاجئك بدعوة بعض العملاء على العشاء في البيت، وعليك أن تلغي برنامجك وتقضي يومك كاملاً في المطبخ مع تحمل إحباط وتذكر الأولاد هذا مثال بسيط لما يحدث، وهناك ما هو أكثر أهمية مثل ترتيب بنود الانفاق والاتفاق على أسلوب تنشئة الأبناء وحدود العلاقات الاجتماعية· يجب أن تعي تماماً أن اختلاف وجهات النظر بين الناس أمر حتمي بسبب اختلاف طبيعة شخصياتهم وجذور تنشئتهم، وعليك أن تتحلي بذكاء وحساسية الأنثى وتكون لديك مرونة كافية لاستيعاب ذلك الاختلاف واستثماره لإثراء حياتك وحياة أبنائك من الممكن أن تتكامل شخصياتكما، وتتعاون فتستفيدا معاً من جوانب التميز التي يتحلى بها كل منكما وتصلا سوياً إلى نقطة التوازن التي تحول دون الصدام والصراع
وليتحقق ذلك إياك أن تتشبثي بأنك دائماً على حق وأن لديك دائماً مبرراتك القوية لكل ما تفعلين فطريقة التفكير القطعية المستبدة هذه هي طريقة عقيمة تدفع بالعلاقة الزوجية إلى حافة الهاوية
إن الحياة تكون أكثر خصوبة إذا تعددت ألوانها وتنوعت فيها وجهات النظر ولم تسر على وتيرة واحدة
وتذكرى أن النظام الذي كان متبعاً في بيت والدك ليس بالضرورة هو الواجب الاتباع في بيت زوجك لأنك لو كنت تشبِّهين والدتك فإن زوجك بالتأكيد يختلف عن والدك، وكما اتفق أبواك وتفاعلاً حتى أرسوا نظاماً خاصاً بهما فعليك أن تفعلي الشيء نفسه مع زوجك من دون محاولة لتقييد إبداعكما الجديد بقيود عادات تربيت عليها
الملاحظة الثانية: ليسوا أبناءك وحدك
تذكري جيداً أن الأبناء ينتمون لأبيهم كما ينتمون إليك بل إنهم يحملون اسمه هو، كما أنه هو ولي أمرهم الرسمي المعترف به وبالتالي لا تتعاملي كأن الأبناء يخصونك وحدك، ومهما تفانيت في رعايتهم فلا تجعلي هذه العناية المكثقة تحول دون تفاعلهم الحقيقي والمباشر مع أبيهم، دعيه يمارس أبوته معهم بعيداً عن توجيهاتك
الملاحظة الثالثة: أهل زوجك لهم عليه حقوق
إياك أن تبخسيهم قدرهم أو تتحاملي عليهم أو تتجاهلينهم· فهم أهله ولهم حقوقهم عليه، يجب أن تعينيه وتحثيه على برهم وصلتهم وأداء واجباته تجاههم حتى يوفقه الله في عمله ويبارك لكما في حياتكما ويجازيك الله خير الجزاء بأن يبرك أبناؤك يوماً عندما تحتاجينهم
الملاحظة الرابعة: تمتعي بنعمة النسيان
لبعض الزوجات ذاكرة حديدية تحتفظ بتفاصيل الخلافات والمشاحنات وكل المواقف التي قصر فيها الزوج أو أساء منذ أول يوم عرفته، إن تلك الذكريات السيئة تظل بمثابة بؤر حديدية تفرز سمومها الدائمة فتنهك العلاقة الزوجية وتصيبها بالعلل التي تستعصي أحياناً على أي علاج، بل إنها توهن جهاز المناعة وتجعل من الخلاف العابر خطراً حقيقياً قد يقضي تماماً على تلك العلاقة التي أصبحت واهنة مترنحة
لمجرد انتهاء الخلاف انسي تماماً كل ما يتعلق به، واطردي أشباحه من ذاكرتك، اجعلي هذه الذاكرة تحتفظ فقط بالذكريات الطيبة والمعاني الجميلة والأواصر الحميمة التي تربطكما
الملاحظة الخامسة: تذكري أن الفشل سينسب لك
مهما ادعيت من وجود مساوئ وعيوب في شخصية زوجك أو سلوكه فإن انتهاء علاقتكما بالفشل سينسب لك في المقام الأول ليس فقط من قبل الآخرين، ولكن أيضاً من قبل أبنائك الذين سيعذبهم التساؤل الموجع لماذا لم تحافظ أمي على بيتنا لنستمتع بحياة سوية داخله مثل غيرنا من الأصدقاء والأقران؟
الملاحظة السادسة: لا تواجهي زوجك بأخطائه
أنت زوجة ولست مربية أو موجهة لزوجك فلا تحاصريه دائماً بالاتهامات والانتقادات بحجة أنك تبصِّرينه بأخطائه، فهذه ليست مهمتك، إنه يحتاج منك إلى الشعور بالاحترام والحب والتعاطف والمؤازرة، وحتى عندما يصرح لك بمشكلاته ومتاعبه فساعديه بأن تقترحي عليه حلولاً وأظهري استعدادك لمساندته من دون توجيه اللوم إليه وتذكري أنه يحيا ويتصرف وفقاً لشخصيته هو
الملاحظة السابعة: اتخذي لنفسك هواية
خصصي لنفسك بعض الوقت لممارسة هواية تستمتعين بأدائها لأن ذلك يعينك على أداء واجباتك الأخرى بصدر رحب ودون إحساس بأنك مضغوطة طوال الوقت وأنك تهبين وقتك كله للأبناء والزوج فذلك أفضل لهم ولك، فلقد أوضحت دراسة حديثة أن ممارسة المرأة لبعض الأشياء التي تحبها مثل القراءة أو الرسم أو شغل الإبرة لمدة نصف ساعة يومياً يؤدي إلى تقوية جهاز المناعة ويقلل من الضغط العصبي والتوتر، وإذا أضيف إلى ذلك نصف ساعة من المشي في الهواء الطلق أو ممارسة رياضة خفيفة، فإن ذلك يخلِّصها من المشاعر العاطفية السلبية، ويستهلك الهرمونات التي يفرزها الجسم في حالات التوتر مثل هرمون
<الأدرينالين>
كما أن إحساسك أنك تمنحين نفسك بعض الحرية بعيداً عن مسؤولياتك يجعلك أكثر تسامحاً وأقل ميلاً لفرض قيودك الحريرية على أحبائك فالمرء يسعى دائماً للتخلص من كل ما يقيده حتى لو كانت قيوداً مخملية