نعم .. قصة أحكيها .. لك أنت أيتها الأخت العفيفة .. العزيزة الشريفة
فأنتِ أعز ما لدينا.. أنت الأم والأخت .. والزوجة والبنت
أنت نصف المجتمع .. وأنت التي تلدين النصف الآخر
نعم تلدين الخطيب البارع .. والإمام النافع .. وتربين المجاهد المؤيد .. والقائد المسدد
فلك مني قصص وكلمات.. وأحاديث وهمسات
لعلها تبلغ حبةَ قلبك؟.. وتصل إلى شغاف نفسك ؟
فالنساءشقائق الرجال ..فكما أن في الرجال عالم جليل .. وداعية نبيل .. ففي النساء كذلك
وكما أن في الرجال صوامون في النهار .. بكاؤون في الأسحار
ففي النساءكذلك
وكم من امرأة سابقت الرجال .. في صالح الأقوال والأعمال .. فسبقتهم
في عبادتها لربها ..ونصرتها لدينها .. وإنفاقها وعلمها
بل إنك إذا قلبت صفحات التاريخ .. رأيت أن أعظم الفضائل إنما سبقت إليها النساء
فأول من سكن الحرم .. وشرب من ماء زمزم .. وسعى بين الصفا والمروة .. هي امرأة .. هاجرُ أم إسماعيل
وأول من دخل في الإسلام .. وناصر النبي عليه السلام .. هي امرأة .. خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها
وأول من عُذب في مولاه .. حتى قتل في سبيل الله .. هي امرأة .. سميةُ أم عمار بن ياسر
القصـــه الاولــــى
الفتاة التي تعشق الحجاب
تأملوا أيها الأخوة والأخوات في هذه الرسالة التي كتبتها فتاة في دولة عربية وأرسلتها إلى صحيفة يومية ، تقول هذه الفتاة
أنا طالبة في المرحلة الثانوية وعمري 17 سنة ، توفي والدي قبل سنتين ، وأعيش الآن مع والدتي وأخي الوحيد
أعاني من مشكلة أتمنى أن أجد لها حلاً من العلماء أو القراء
فأنا فتاة متحجبة ومتمسكة بتعاليم الإسلام ، ووالدتي غير متحجبة وتطالبني يوميا ً بنزع الحجاب
إلى درجة أنها منعتني العام الماضي من مواصلة دراستي في الصف الثاني الثانوي
وجعلتني أفقد سنة كاملة من حياتي التعليمية فهي خيرتني بين الدراسة والحجاب
فاخترت الحجاب والأدهى من ذلك أن أخي يطالبني يوميا ً بنزع الحجاب ، لأنني كما يقول أُفَشِّلُه أمام زملائه وأصدقائه
أثناء جلوسهم في المنزل ، ويطالبني أن أحضر المأكولات بنفسي إلى أصدقائه
ونزع الحجاب أثناء الدخول عليهم
فانظروا كيف ثبتت هذه المؤمنة التقية ، لله درها وشكر الله سعيها
ولتبشر والله بالعاقبة الحسنة والأجر العظيم
ولنتذكر دائما ً أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
فهذه الفتاة أمرتها والدتها بنزع الحجاب وضغطت عليها ولكنها أبت إلا الثبات على الحجاب
وفي هذا درس لكل مؤمنة وأختٍ مباركة
شريط - حجابي عزتي - للشيخ عبدالله الحويل
القصــــه الثانيــــه
فتيات في تركيا
في هذا الموقف تضحيةٌ كبيرة من أجمل التضحيات في سبيل الطهر والعفاف
وما أروع التنازلات من أجل بقاء الحجاب
هاهن أربع فتيات مسلمات يدرسن في جامعة في دولة تركيا
كن متفوقات ومن الأوائل دائما ً على دفعاتهم
في آخر سنةٍ لهن في الجامعة ولم يبق على تخرجهن إلا فصل دراسي واحد
أصدرت إدارة الجامعة قراراً بمنع الحجاب
وأن الطالبة المتحجبة تمنع من دخول الجامعة بل وتفصل من الجامعة
الآن هؤلاء الطالبات أصبحن في موقف صعب وفي امتحان ٍ عسير
الدراسة والتفوق والنجاح ؟أم الحجاب والعفاف؟
قررن مباشرة البقاء
البقاء على الحجاب والثبات على العفاف
والتضحية بالدراسة والتنازل عن الشهادة ، فما أعظم تضحيتهن
وما أشد ثباتهن
وهكذا هي الفتاة المسلمة العفيفة لا تساوم أبدا ً على حجابها ولا على عفتها
شريط حجابي عزتي للشيخ عبدالله الحويل
نعم .. طوبى للغرباء
فمن هم الغرباء .. إنهم قوم صالحون .. بين قوم سوء كثير
إنهم رجال ونساء .. صدقوا ما عاهدوا الله عليه
يقبضون على الجمر .. ويمشون على الصخر
ويبيتون على الرماد .. ويهربون من الفساد
صادقة ألسنتهم .. عفيفة فروجهم .. محفوظة أبصارهم
كلماتهم عفيفة .. وجلساتهم شريفة
/
/
القصه الثالثه
رحيل نورة
بدت أختي شاحبة الوجه نحيلة الجسم.. ولكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم.. تبحث عنها تجدها في مصلاها
راكعة ساجدة رافعة يديها إلى السماء.. هكذا في الصباح وفي المساء
وفي جوف الليل لا تفتر ولا تمل
كنتُ أحرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي.. أشاهد الدش بكثرة لدرجة أنني عرفت به.. ومن أكثر من شيء عُرف به
لا أؤدي واجباتي كاملة ولست منضبطة في صلواتي
بعد أن أغلقت الدش وقد شاهدت أفلاما متنوعة لمدة ثلاث ساعات متواصلة
هاهو الأذان يرتفع من المسجد المجاور.. عدت إلى فراشي.. تناديني من مصلاها
نعم ماذا تريدين يا نورة؟
قالت لي بنبرة حادة: لا تنامي قبل أن تصلي الفجر.. أوه.. بقى ساعة على صلاة الفجر وما سمعتيه
كان الأذان الأول..
بنبرتها الحنونة- هكذا هي حتى قبل أن يصيبها مرض السرطان وتسقط طريحة الفراش
نادتني.. تعالى يا هناء بجانبي
لا أستطيع إطلاقا رد طلبها.. تشعر بصفائها وصدقها.. لا شك طائعاً ستلبي
ماذا تريدين.. اجلسي.. ها قد جلست ماذا لديك.. بصوت عذب رخيم
(كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة)
سكتتْ هنيهة .. ثم سألتني.. ألم تؤمني بالموت؟
بلى مؤمنة..
ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة
.بلى.. ولكن الله غفور رحيم.. والعمر طويل
.يا أختي.. ألا تخافين من الموت وبغتته..انظري هند أصغر منك وتوفيت في حادث سيارة
.. وفلانة.. وفلانة..الموت لا يعرف العمر.. وليس مقياسا له
.أجبتها بصوت الخائف حيث مصلاها المظلم..إنني أخاف من الظلام وأخفتيني من الموت
كيف أنام الآن
كنت أظن أنك وافقتِ للسفر معنا هذه الإجازة.. فجأة.. تحشرج صوتها واهتز قلبي
.لعلي هذه السنة أسافر سفرا بعيداً.. إلى مكان آخر
ربما يا هناء.. الأعمار بيد الله
وانفجرتُ بالبكاء..تفكرتُ في مرضها الخبيث وأن الأطباء أخبروا أبي سراً أن المرض
ربما لن يمهلها طويلاً
ولكن من أخبرها بذلك.. أم أنها تتوقع هذا الشيء..ما لكِ تفكرين؟
جاءني صوتها القوي هذه المرة..؟
هل تعتقدين أني أقول هذا لأنني مريضة؟
كلا
ربما أكون أطول عمرا من الأصحاء
.وأنت إلى متى ستعيشين.. ربما عشرون سنة.. ربما أربعون.. ثم ماذا
لمعت يدها في الظلام وهزتها بقوة..لا فرق بيننا كلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا
أما إلى جنة أو إلى نار
ألم تسمعي قول الله
(فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز)
تصبحين على خير
هرولتْ مسرعة وصوتها يطرق أذني.. هداك الله.. لا تنسي الصلاة
الثامنة صباحاً..أسمع طرقا على الباب.. هذا ليس موعد استيقاظي
بكاء.. وأصوات
يا إلهي ماذا جرى..لقد تردّتْ حالة نورة
وذهب بها أبي إلى المستشفى
إنّا لله وإنا إليه راجعون
.لا سفر هذه السنة.. مكتوب عليّ البقاء هذه السنة في بيتنا..بعد انتظار طويل..عند الساعة الواحدة ظهرا
هاتفنا أبي من المستشفى.. تستطيعون زيارتها الآن هيا بسرعة
أخبرتني أمي أن حديث أبي غير مطمئن وأن صوته متغير.. عباءتي في يدي..أين السائق
ركبنا على عجل.. أين الطريق الذي كنت أذهب لأتمشى مع السائق فيه يبدو قصيراً
ماله اليوم طويل.. وطويل جداً.. أين ذلك الزحام المحبب إلى نفسي كي التفتُ يمنة ويسرة
زحام أصبح قاتلا ومملا..أمي بجواري تدعو لها.. أنها بنت صالحة ومطيعة
لم أرها تضيع وقتها أبدا.. دلفنا من الباب الخارجي للمستشفى..هذا مريض يتأوه.. وهذا مصاب بحادث سيارة
وثالث عيناه غائرتان.. لا تدري هل هو من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة
منظر عجيب لم أره من قبل..صعدنا درجات السلم بسرعة..إنها في غرفة العناية المركزة
وسآخذكم إليها.. ثم واصلتْ الممرضة أنها بخير وطمأنت أمي أنها في تحسن بعد الغيبوبة التي حصلت لها
ممنوع الدخول لأكثر من شخص واحد..هذه هي غرفة العناية المركزة
وسط زحام الأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة أرى عيني أختي نورة تنظر إلي وأمي واقفة بجوارها
بعد دقيقتين خرجتْ أمي التي لم تستطع إخفاء دموعها..سمحوا لي بالدخول والسلام عليها بشرط أن لا أتحدث معها كثيرا.
دقيقتين كافية لك
.كيف حالك يا نورة..لقد كنتِ بخير مساء البارحة.. ماذا جرى لك..أجابتني بعد أن ضغطت على يدي
وأنا الآن ولله الحمد بخير.. الحمد لله ولكن يدك باردة
كنتُ جالسة على حافة السرير ولامستُ ساقها.. أبعدتها عني
آسفة إذا ضايقتك
كلا ولكني تفكرت في قول الله تعالى
(والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق )
عليك يا هناء بالدعاء لي فربما استقبل عن قريب أول أيام الآخرة
سفري بعيد وزادي قليل
سقطت دمعة من عيني بعد أن سمعت ما قالت وبكيت.. لم أعرف أين أنا..استمرت عيناي في البكاء
أصبح أبي خائفا عليّ أكثر من نورة.. لم يتعودوا هذا البكاء والانطواء في غرفتي
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين
.ساد صمت طويل في بيتنا..دخلت عليّ ابنة خالتي.. ابنة عمتي
أحداث سريعة..كثر القادمون.. اختلطت الأصوات
شيء واحد عرفته
.نورة ماتت
لم أعد أميّز من جاء.. ولا أعرف ماذا قالوا
.يا الله.. أين أنا وماذا يجري.. عجزتُ حتى عن البكاء.. فيما بعد أخبروني أن أبي أخذ بيدي
لوداع أختي الوداع الأخير
وأني قبلتها.. لم أعد أتذكر إلا شيئا واحدا.. حين نظرت إليها مسجاه.. على فراش الموت
تذكرت قولها
( والتفت الساق بالساق )
عرفت حقيقة أن
( إلى ربك يومئذ المساق )
لم أعرف أنني عدتُ إلى مصلاها إلا تلك الليلة
وحينها تذكرت من قاسمتني رحم أمي فنحن توأمين
تذكرت من شاركتني همومي
تذكرت من نفست عني كربتي
من دعت لي بالهداية
من ذرفت دموعها ليالي طويلة وهي تحدثني عن الموت والحساب
الله المستعان
هذه أول ليلة لها في قبرها
اللهم ارحمها ونور لها قبرها.. هذا هو مصحفها.. وهذه سجادتها
وهذا.. وهذا.. بل هذا هو الفستان الوردي الذي قالت لي سأخبئه لزواجي
.تذكرتها وبكيت على أيامي الضائعة.. بكيتُ بكاء متواصلا
ودعوت الله أن يرحمني ويتوب علي ويعفو عني
دعوت الله أن يثبتها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو
.فجأة سألتُ نفسي ماذا لو كانت الميتة أنا؟
ماذا لو كانت الميتة أنا؟
ما مصيري..؟
لم أبحث عن الإجابة من الخوف الذي أصابني.. بكيتُ بحرقة..الله أكبر.. الله أكبر
ها هو أذان الفجر قد ارتفع
ولكن ما أعذبه هذه المرة..أحسست بطمأنينة وراحة وأنا أردد ما يقوله المؤذن
لفلفت ردائي وقمت واقفة أصلي صلاة الفجر. صليت صلاة مودع
كما صلتها أختي من قبل وكانت آخر صلاة لها
.إذا أصبحتُ لا أنتظر المساء..وإذا أمسيتُ لا أنتظر الصباح
(الزمن القادم)
للكاتب عبدالملك القاسم
القصه الرابعه
كيف ماتت حاملة القرآن ؟؟
خرجت من دار التحفيظ .. كانت تحمل في يدها كتاب ربها
وفي يدها الأخرى طبقا ً خيريا ً .. وقبل ذلك وبعده تحمل في قلبها هم ًّ الإسلام
، وهم ًّ إخوانها المسلمين .. لم تشتر الطبق الخيري لتأكله
وإنما اشترته لتنفق من مالها في سبيل الله ... لتتذكر وهي تأكله إخوانها المسلمين في شتى بقاع الأرض
وما يعانونه من بؤس وجوع وألم ولعل الله أراد أن يكون شاهدا ً لها يوم القيامة
خرجت من تلك الدار العامرة لتتخطفها يد المنون .. ليختارها الله إلى جواره
نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحد - ...سيارة مسرعة يمتطيها سائق متهور تحطم ذلك الجسد الطاهر .. تطرحه أرضاً
ويهتز المصحف في يدها .. ويتناثر الطبق الخيري .. والقلب لا يزال ينبض بالحياة
وتنقل إلى المستشفى وهي في حالة خطرة .. كان ذلك يوم الأحد .. وفي يوم الجمعة تخرج روحها إلى بارئها
رحمك الله يا حاملة القرآن ، لم تحملي شريطا ً ماجنا ً ، ولا مجلة ساقطة
ولا خرجت من مرقص أو ملهى ، أو سوق تتسكعين فيه متبرجة سافرة
وإنما خرجتِ من روضة القرآن
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم
" ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر "
فنامي آمنة مطمئنة
كتاب اللحظات الحاسمة – محمد عبد العزيز المسند
/
/
/
/
من ناحيه اخرى
وانظري إلى تضحية الكافرات لدينهن
يقول أحد الدعاة
كنت في رحلة دعويةإلى اللاجئين في أفريقيا
كان الطريق وعراً موحشاً أصابنا فيه شدة وتعب
ولا نرى أمامنا إلا أمواجاً من الرمال .. ولا نصل إلى قرية في الطريق .. إلاويحذرنا من قُطَّاع الطرق
ثم يسَّر الله الوصول إلى اللاجئين ليلاً
فرحوا بمقدمي .. وأعدَّوا خيمة فيها فراش بال
ألقيت بنفسي على الفراش من شدة التعب.. ثم رحت أتأمل رحلتي هذه. أتدري ما الذي خطر في نفسي؟
شعرت بشيء من الاعتزاز والفخر.. بل أحسست بالعجب والاستعلاء
فمن ذا الذي سبقني إلى هذا المكان؟
ومن ذا الذي يصنع ما صنعت؟
ومن ذا الذي يستطيع أن يتحمل هذه المتاعب؟
وما زال الشيطان ينفخ في قلبي حتى كدت أتيه كبراً وغروراً
خرجنا في الصباح نتجول في أنحاء المنطقة.. حتى وصلنا إلى بئر يبعد عن منازل اللاجئين
فرأيت مجموعة من النساء يحملن على رؤوسهن قدور الماء
ولفت انتباهي امرأة بيضاء من بين هؤلاء النسوة
كنت أظنها - بادي الرأي - واحدة من نساء اللاجئين مصابة بالبرص
فسألت صاحبي عنها
قال لي مرافقي: هذه منصرة .. نرويجية .. في الثلاثين من عمرها
تقيم هنا منذ ستة أشهر .. تلبس لباسنا.. وتأكل طعامنا.. وترافقنا في أعمالنا
وهي تجمع الفتيات كل ليلة .. تتحدث معهن .. وتعلمهن القراءة والكتابة.. ووأحياناً الرقص
وكم من يتيم مسحت على رأسه! و مريض خففت منألمه
فتأملي في حال هذه المرأة.. ما الذي دعاها إلى هذه القفار النائية وهي على ضلالها؟
وما الذي دفعها لتترك حضارة أوروبا ومروجها الخضراء؟
وماالذي قوَّى عزمها على البقاء مع هؤلاء العجزة المحاويج وهي في قمة شبابها؟
أفلا تتـصـاغرين نفسك
هذه منصِّرة ضالّة .. تصبر وتكابد .. وهي على الباطل
بل في أدغال أفريقيا .. تأتي المنصرة الشابة من أمريكا وبريطانيا وفرنسا
تأتي لتعيش في كوخ من خشب .. أو بيت من طين
وتأكل من أردئ الطعام كما يأكلون .. وتشرب من النهر كما يشربون
ترعى الأطفال .. وتطبب النساء
فإذا رأيتيها بعد عودتها إلى بلدها .. فإذا هي قد شحب لونها .. وخشن جلدها
.. وضعف جسدها .. لكنها تنسى كل هذه المصاعب لخدمة دينها
..
عجباً .. هذا ما تبذله تلك النصرانيات الكافرات .. ليعبد غير الله
..
( إن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لايَرْجُونَ )
وأنت
أفلا تساءلت يوماً : ماذا قدمت للإسلام
..
كم فتاة تابت على يدك .. كم تنفقين لهداية الفتيات إلى ربك
تقول بعض الصالحات لا أجرؤ على الدعوة .. ولا إنكار المنكرات
عجباً
كيف تجرؤ مغنية فاجرة
أن تغني أمام عشرة آلاف يلتهمونها بأعينهم قبل آذانهم
ولم تقل إني خائفة أخجل
كيف تجرؤ راقصة داعرة .. أن تعرض جسدها أمام الآلاف
ولا تفزع وتوجل
وأنت إذا أردنا منك مناصحة أو دعوة .. خذلك الشيطان
بل بعض الفتيات .. تزين لغيرها المنكرات .. فتتبادل معهن مجلات الفحشاء
.. وأشرطة الغناء .. أو تدعوهن إلى مجالس منكر وبلاء
وهذا من التعاون على الإثم والعدوان .. والدخول في حزب الشيطان
ولتنقلبن هذه المحبة إلى عداوة وبغضاء
قال الله
( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )
هذا حالهن في عرصات القيامة .. يلبسن لباس الخزي والندامة
أما في النار .. فكما قال الله عن فريق من العصاة
{ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ }
.. نعم يلعن بعضهن بعضاً .. تقول لصاحبتها التي طالما جالستها في الدنيا
.. وضاحكتها وقبلتها .. تقول لها يوم القيامة : لعنك الله أنت التي أوقعتني في الغزل والفحشاء
فتصيح بها الأخرى : بل لعنك الله أنت .. فأنت التي أعطيتني أشرطة الغناء
فتجيبها : بل لعنك الله .. أنت التي زينتي ليَ التسكع والسفور
فترد عليها : بل لعنك الله أنت .. أنت التي دللتني على طرق الفجور
عجباً
.. كيف غابت تلك الضحكات
والهمسات واللمسات
طالما طفتما في الأسواق
.. وضاحكتما الرفاق
واليوم يكفر بعضكن ببعض ويلعن بعضكن بعضاَ
نعم .. لأنهنما اجتمعن يوماً على نصيحة أو خير
فهن يوم القيامة يجتمعن
ولكن أين يجتمعن ؟
في نار لا يخبو سعيرها .. ولا يبرد لهيبها
ولا يخفف حرها
إلا أن يشاء الله
فَإِذَا نُفِخَ الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ * * فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
ومَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواأَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ
أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ *قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ
ثم قال الله
{ َأفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَاتُرْجَعُونَ }
/
/
/
/
فتيـــات الفردوس
شتــان بين امرأتين
المتميـزة
ماتت الصوامــة
فتــاة الخامســ 15ـــة عشر
كيفما هذا الثبـات
وختاماً
أيتها الجوهرة المكنونة .. والدرة المصونة
أهمس في أذنك بكلمات .. أرجو أن تصل إلى قلبك قبل أذنك
لا تغتري بكثرة العاصيات
لا تغتري بكثرة من يتساهلن بالحجاب .. ومغازلة الشباب
أو يتعلقن بالعشق والهيام .. ومقارفةالحرام
همهن المسرحيات والأفلام .. يعشن بلا قضية
فنحن – بصراحة
في زمن كثرت فيه الفتن .. وتنوعت المحن
فتن تفتن الأبصار .. وأخرى تفتن الأسماع
.. وثالثة تسهل الفاحشة .. ورابعة تدعوا إلى المال الحرام
حتى صار حالنا قريباًمن ذلك الزمان
الذي قال فيه النبي فيما أخرجه الترمذي والحاكم وغيرهما
( فإن وراءكم أيام الصبر .. الصبر فيهن كقبض على الجمر .. للعامل فيهن أجر خمسين منكم
يعمل مثل عمله .. قالوا : يا رسول الله .. أو منهم .. قال : بل منكم )
.. حديث حسن ..
ما يعظم الأجر للعامل الصالح في آخر الزمان
.. لأنه لا يكاد يجد على الخير أعواناً .. فهو غريب بين العصاة
نعم غريب بينهم
.. يسمعون الغناء ولا يسمع .. وينظرون إلى المحرمات ولا ينظر
بل ويقعون في السحروالشرك .. وهو على التوحيد
وعند مسلم أنه قال : بدأالإسلام غريباً .. وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء .. نعم طوبى للغرباء
وعند البخاري : قال : إنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعدهشر منه حتى تلقوا ربكم
وأخرج البزار بسند حسن أنه قال : يقول الله عز وجل
وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين .. إذا أمننيفي الدنيا أخفته يوم القيامة
وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة
نعم
.. من كان خائفاً في الدنيا .. معظماً لجلال الله
أمن يوم القيامة .. وفرح بلقاءالله
وكان من أهل الجنة الذين قال الله عنهم
وَأَقْبَلَ بَعْضُهُم ْعَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ
فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّاكُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ
أما من كان مقبلاً على المعاصي .. همه شهوة بطنه وفرجه
آمناً من عذاب الله .. فهو في خوف وفزع في الآخرة
قال الله
تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّاكَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
فِيرَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَالْفَضْلُ الكَبِيرُ
فتوكلي على الله إنك على الحق المبين
ولاتغتري بكثرةِ المتساقطات .. ولا ندرةِ الثابتات
ولا تستوحشي من قلة السالكات
أسأل الله أن يحفظك بحفظه .. ويكلأك برعايته
ويجعلك من المؤمنات التقيات .. الداعيات العاملات
ولسوف تبقين أختاً لنا .. وإن لم تستجيبي لنصحنا .. نحب لك الخير
ولسوف ندعوا الله لك آناء الليل .. وأطراف النهار
ولن نمل أبداً من نصحك وحمايتك
فثقتنا أنك يوماً ما ستعودين إلى رشدك
وأملنا أن الله لن يضيع جهدنا معك
وما توفيقنا إلا بالله